قال الدكتور أسامة حمدي أستاذ السكر بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية ، أنه زاد اللغط في مصر بشأن حقن التخسيس؛ الأوزيمبك والمونچارو، التي أصبح من الصعب العثور عليها رغم ثمنها الباهظ.
وأضاف الدكتور أسامة حمدي في منشور له عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك : لقد أدلى كل من هب ودب برأيه في هذا الموضوع، خاصة ممن يدّعون أنهم أخصائيو سمنة أو تغذية، وممن فتحوا مراكز لخفض الوزن رغم ضحالة معلوماتهم الطبية والغذائية في وسط مجتمع يخيم عليه الجهل الصحي، وتسيطر عليه فيديوهات السوشيال ميديا، و”التيك توك”، والبودكاست؛ لذا كان من الواجب علىَّ التوعية ونشر المعلومات الصحيحة عن هذه الحقن وتأثيرها، خاصة أنني قضيت معظم عمري وأبحاثي في مجال السمنة والتغذية ومرض السكر.
وهذه بعض الأسئلة المهمة التي أجاب عليها العالم المصري الدكتور أسامة حمدي :
1- هل هذه الحقن تُخفض الوزن فعلًا؟ وكيف تقوم بذلك؟
نعم، تخفض الوزن عند معظم مرضى السمنة، ومرضى السكر، ويكون خفض الوزن أكبر عند المرضى الذين يعانون السمنة فقط بدون السكر؛ ففي حين أن متوسط خفض الوزن يتراوح من 16 إلى 21% عند مرضى السمنة بعد نحو 70 أسبوعًا من تناول أعلى جرعة، فالانخفاض في المتوسط نحو 11 إلى 16% عند مرضى السكر المصابين بالسمنة ، وخفض الوزن ناتج من خفض الشهية في مراكز المخ التي تستجيب لهذه الحقن.
2- هل هذه الحقن لمرضى السكر أم لمرضى السمنة؟
المادة الفعالة في النوعين واحدة، ولكن بأسماء مختلفة، وجرعات أعلى لعلاج السمنة عن المستخدمة في علاج السكر؛ فالأوزيمبك Ozempic لعلاج السكر حتى جرعة 2 مجم، ووجوڤي Wegovy لعلاج السمنة حتى جرعة 2.4 مجم، ولكنهما مركب واحد اسمه سيماجلوتيد semaglutide. كذلك فإن مونچارو Mounjaro لعلاج السكر، وزيبَّاوند Zepbound لعلاج السمنة، وجرعاتهما متماثلة حتى 15 مجم، والمادة الفعالة فيهما هي نفس المادة، وتسمى ترزيباتيد Tirzepatide.
3- ما أهم الأعراض الجانبية لهذه الحقن؟
يُعد الغثيان هو أهم الأعراض الجانبية، وتختلف شدته من إنسان إلى آخر، ويقل بالتدرج في زيادة الجرعات المستخدمة بدءًا من الجرعة الأصغر، على ألا تقل الفترة المستخدمة قبل زيادة الجرعة عن أربعة أسابيع. بقية الأعراض الجانبية تشمل القيء، والإسهال الشديد، أو الإمساك الشديد، وهو ما قد يستدعي التوقف عن العلاج، أو خفض الجرعة.
4- هل تُسبب هذه الحقن سرطان الغدة الدرقية أو سرطان البنكرياس؟
لُوحظ في حيوانات التجارب حدوث نوع من سرطانات الغدة الدرقية، إسمه Medullary Cell Carcinoma، وهو نوع نادر جدًّا من سرطانات الغدة الدرقية، ولكن لم تسجل حالات بين البشر؛ لذا فهناك تحذير بضرورة عدم استخدام هذه الحقن لعلاج المرضى الذين لديهم تاريخ سابق لهذا النوع الخاص من سرطان الغدة الدرقية، أو لديهم تاريخ في العائلة لهذا النوع من السرطان تحديدًا، أما بقية سرطانات الغدة الدرقية فلا مشكلة فيها.
كان هناك أيضًا اعتقاد بإمكانية حدوث سرطان البنكرياس باستخدام هذه الحقن، ولكن الأبحاث المقارنة لم تثبت ذلك.
5- ما الأعراض الجانبية الخطيرة لهذه الحقن؟
ممكن حدوث التهاب حاد في البنكرياس بنسبة ضئيلة جدًّا؛ لذا ينصح بعدم استخدام هذه الحقن لمن له تاريخ سابق لالتهاب البنكرياس، ومن على استعداد لهذا الالتهاب، وهم مرضى حصوات المرارة، ومن يعانون ارتفاعًا كبيرًا في الدهون الثلاثية بالدم، ومن يشرب الكحوليات بكثرة. والتهاب البنكرياس الحاد يظهر في صورة ألم شديد في البطن، وقيء شديد، وارتفاع حاد في إنزيمات البنكرياس.
6- هل تسبب هذه الحقن شلل الأمعاء؟
هذه الحقن تُبطئ حركة المعدة والأمعاء، وقد تؤدي في حالات نادرة جدًّا الى الشلل الوقتي لحركة المعدة، وخاصة عند مرضى السكر من النوع الأول المصابين بالتهاب الأعصاب، وخاصة أعصاب الجهاز الهضمي. والحقن ليس مرخصًا لها بالاستخدام لعلاج ارتفاع السكر عند مرضى النوع الأول للسكر.
7- هل خفض الوزن كله من دهون الجسم الزائدة؟
لا! مع الأسف، 40% من الوزن المفقود من عضلات الجسم، وخاصة عضلات الفخذين والحوض والأكتاف، وهو ما قد يؤدي إلى الوهن العام، كما أن فرصة رجوع العضلات إلى سابق عهدها بعد توقف العلاج ضئيلة؛ مما يشكل خطورة، خاصة على كبار السن؛ بسبب نقص جميع هرمونات النمو مع تقدم العمر. كما أن انخفاض حجم العضلات يؤدي إلى خفض حرق السعرات الحرارية؛ مما ينذر بعودة الوزن إلى سابق عهده.
8- كيف نوقف الانخفاض في عضلات الجسم مع هذه الحقن؟
للمحافظة على عضلات الجسم، يجب زيادة أكل البروتين حتى 1- 1.5 جرام لكل كيلو جرام من وزن الجسم، مع ممارسة تمارين تنمية وتقوية العضلات، خاصة عضلات الفخذين والكتفين. وينصح أن يقوم الشخص بتمارين يومية لمدة عشرين دقيقة.
9- هل يعود الوزن إلى الارتفاع عند التوقف عن استخدام هذه الحقن؟
نعم، يعود الوزن عادة إلى سابق عهده عند التوقف عن استخدام هذه الحقن، ومعظم الوزن العائد في هذه الحالة هو من دهون الجسم، وليس عضلات.
10- هل العلاج بنفس مادة الأوزيمبك عن طريق الفم يؤدي إلى خفض الوزن وتحسن مستوى السكر في الدم؟
هناك علاج عن طريق الفم من نفس مادة الأوزيمبك، ويسمى ريبالسس Rybelsus، ولكن تأثيره على السكر والوزن أقل بكثير من الحقن، وله نفس الأعراض الجانبية، وتؤخذ هذه الحبوب قبل الإفطار بنحو نصف ساعة وإلا فقدت تأثيرها.
11- هل لهذه الحقن فوائد طبية أخرى؟
نعم، عند المرضى المصابين بجلطات القلب والمخ، تقلل هذه الحقن من فرصة حدوث هذه الجلطات مرة أخرى. كذلك تُخفض هذه الحقن “ضغط الدم”، وتقلل التدهور في وظائف الكلى عند مرضى السكر.
12- هل يمكنني أن أشتري هذه الحقن مباشرة من الصيدلية وأستخدمها لخفض الوزن، أو لعلاج السكر؟
قطعًا لا، لا يجب استخدام هذه الحقن إلا تحت إشراف طبيب متخصص في الغدد الصماء والسكر والسمنة، وليس عن طريق أخصائي تغذية، أو طبيب عام ليس متخصصًا في علاج السكر والسمنة.