شهد مجال الطب طفرة علمية هائلة بثت الأمل من جديد في نفوس مرضى السكري، وخاصة داء السكر من الدرجة الأولى والذي يُعد الأكثر خطورة نظرًا لمضاعفاته الصحية؛ إذ توصل العلماء إلى طريقة مبتكرة لعلاج مرض السكري والقائمة على نقل الخلايا الجذعية للبنكرياس والمعروفة طبيًا بإسم العلاج الخلوي «لانتيدرا» من أجسام المتبرعين المتوفيين وزراعتها بأجساد مرضى السكري لتحل محل الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين التي دمرها جهاز المناعة.
ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على اعتماد هذا العلاج المبتكر ليصبح خيارًا علاجيًا معترفًا به دوليًا، بعد أن كان تجربة علاجية متاحة في عدد معين من الدول، ويستهدف العلاج تخفيف حجم العبء المستمر على مصاب السكر، من خلال التحكم في نسب ارتفاع وانخفاض مستويات السكر في الدم ومراقبتها، وكذلك العمل على استعادة إنتاج الأنسولين وانتظام إنتاجه في الدم.
كيف يستخدم العلاج الخلوي لانتيدرا؟
يعتمد العلاج الخلوي لانتيدرا على فكرة نقل الخلايا الجذعية للبنكرياس من متبرعين متوفيين وحقنها على دفعة واحدة داخل الوريد الرئيسي للكبد «الوريد البابي» لمريض السكري، ولضمان استجابة الخلايا المزروعة والتأكد من فاعليتها؛ يتم منح مصاب داء السكر عقاقير مثبطة لجهاز المناعة، وبمجرد وصول الخلايا المنقولة إلى الكبد تبدأ تلقائيًا في إفراز الأنسولين والذي يساهم في تنظيم مستويات السكر أو الجلوكوز في الجسم، ويمكن الاستغناء عن حُقن الأنسولين التقليدية في حال كانت الخلايا المزروعة تعمل بالشكل المطلوب من إنتاج الكمية الكافية من الأنسولين، كما أنه من الممكن إعطاء المريض جُرعة إضافية من الخلايا إذا تطلب الأمر وفقًا لإستجابته.
الفئات المؤهلة للعلاج بالخلايا الجذعية للبنكرياس:
يستهدف العلاج الخلوي لانتيدرا لعلاج داء السكري عبر الخلايا الجذعية للبنكرياس مرضى السكر من الدرجة الأولى البالغين الذين يعانون باستمرار من عدم انتظام نسبة السكر أو الجلوكوز في الدم، وفي أغلب الأحيان يتعرضون لنقص مستوياته لديهم، وهؤلاء يمثلون نسبة 3 من بين كل 1000 مريض، إذ تعد حالة نادرة الحدوث.
الأعراض الجانبية المحتملة للعلاج بالخلايا الجذعية للبنكرياس:
على الرغم من النتائج الواعدة التي حققها العلاج الخلوي لانتيدرا بالخلايا الجذعية للبنكرياس وبدت بشكلٍ ملحوظ على عدد من مرضى داء السكري، ألا أن هناك مجموعة من الآثار الجانبية الشائعة والملحوظة المرتبطة بهذا النوع من العلاج؛ والتي تمثلت في (تعب، آلام في البطن، غثيان، إسهال، فقر دم)، هذا بجانب حدوث مضاعفات سلبية مرتبطة بتثبيط جهاز المناعة والتي أدت إلى فقدان فاعلية الخلايا المزروعة والعودة لعلاج الأنسولين الخارجي عن طريق الحقن التقليدي، لذا يتعين على الأطباء أخذ تلك الأعراض الجانبية بعين الاعتبار عند اللجوء للعلاج الخلوي لانتيدرا.
داء السكري من النوع الأول:
يعد مرض السكر من الدرجة الأولى اضطراب ذاتي مزمن يصيب جهاز المناعة؛ وفيه يهاجم الجهاز المناعي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين في البنكرياس عن طريق الخطأ، وهو المسؤول عن إنتاج وتنظيم مستويات السكر أو الجلوكوز في الدم، ومن ثم نقلها للخلايا لمد الجسم بالطاقة اللازمة له للقيام بوظائفه الطبيعية على أكمل وجه، ولهذا ينبغي على مرضى السكري من الفئة الأولى متابعة ومراقبة نسب السكر في الدم لديهم، والحصول على الجرعات المطلوبة من الأنسولين للمحافظة على النطاق الآمن لمستوى السكر في الدم.