كان التسابق على الاستشهاد لحماية الوطن والأرض والعرض عنوانًا لحرب أكتوبر المجيدة، فكانت القصص الحماسية المتداولة حينها للأبطال الذين استشهدوا واتسموا برجولة اختيار الموت؛ دافعًا لزملائهم على خوض الحرب بكل شجاعة وبسالة، من أجل إعلاء الثآر من هزيمة 1967 المحزنة.
وتبنى سلاح الصاعقة المصرية دورًا بارزًا في حرب السادس من أكتوبر المجيدة 1973؛ إذ تمكن من إعادة تسطير التاريخ بالفخر والنور، وقدمت مصر العديد من أبنائها الأبطال الذين قدموا أرواحهم وأجسادهم الطاهرة فداءًا لوطنهم الغالي مصر، وكان من بينهم الشهيد البطل «محمود حسن عبد الباري» نجل عم الشهيد غريب عبد التواب، ويقدم لكم موقع «أيقونة عربية» عبر هذا التقرير أبرز المحطات في حياة الشهيد البطل.
من هو الشهيد محمود حسن عبد الباري؟
هو إبن مدينة الواسطى شمال محافظة بني سويف، وُلد محمود حسن عبد الباري 1 يناير عام 1952، اتسم منذ طفولته بخفة الروح واللطف، بجانب الحيوية والجسارة والجرأة، تمتع بطبع اجتماعي جعله محبوبًا من جانب المحيطين به.
حياته الدراسية:
بعد الانتهاء من الشهادة الثانوية العامة رشحه مجموعه للالتحاق بكلية التجارة، لكن حلم الجندية المصرية كان يراوده منذ الصغر، إذ قرر التخصص في الدراسة العسكرية، فكان يحتذي بإبن عمه الشهيد غريب عبد التواب الذي اتخذ منه مثالًا ونموذجًا يقتدي به، وبعد تخرجه من الكلية الحربية عام 1973 التحق بـ سلاح الصاعقة المصري، والذي كان نفس سلاح نجل عمه الشهيد البطل غريب عبد التواب.
حياته العسكرية واستشهاده:
كان الشهيد البطل الملازم محمود حسن عبد الباري إبن الـ 21 ربيعًا واحد من أبطال الرماية وأحرز فيها المركز الأول على سريته.
كانت الفترة القصيرة التي قضاها الضابط الشاب في سلاح الصاعقة لها سحرها وتأثيرها الخاص على وجدانه، فوجد فيها الفرصة لتحقيق وطنيته.
اختارته القيادة العسكرية لتولي العديد من المهام الصعبة خلف خطوط العدو الصهيوني، والتي أداها بنجاح ودقة مذهلة فنال تقدير قادته وروسائه.
ودارت رحى طاحونة حرب السادس من أكتوبر 1973 الدامية جوًا وبرًا وبحرًا، وإذ فجأة تلقى خبر استشهاد إبن عمه بطل الصاعقة غريب عبد التواب، ووقع عليه الخبر مدويًا إذ فجر بداخله رغبة هائلة في الثآر والاستشهاد، فكان نجل عمه قدوته عسكريًا ووطنيًا، ولكن حالفه الحظ في تلك اللحظة وأتى على هواه إذ صادف هذا الحدث المحزن تلقيه أمر من قادته بالصاعقة بطلعة استكشافية خلف خطوط العدو، وتضمنت التعليمات العسكرية تعطيل لمدرعات ودبابات العدو لكي لا تصل للمواقع الحصينة.
ولم يأبه البطل الشاب الملازم محمود حسن عبد الباري الذي أقبل على الحياة حديثًا أن يقدم روحه الغالية وجسده فداءًا لوطنه الغالي مصر، ووفاءًا للشرف العسكري.
وأثناء المواجهة والملازم الشاب في مقدمة سريته طالته طلقات غدر من العدو الإسرائيلي أصابت كتفه وتدفق دمه بغزارة، لكنه أصدر أوامر لجنود سريته باستئناف المواجهة، وقاوم بكل قوة وشجاعة وبطولة رافضًا أن يُخلي موقعه ويترك جنوده، وظل جسمه الشريف ينزف في أرض المعركة إلى أن استشهد وارتفعت روحه الطاهرة إلى ربه.
وتم تخليد ذكراه وإطلاق إسمه على إحدى مدارس مدينة ومركز الواسطى؛ وهي مدرسة الشهيد محمود حسن الإعدادية بنين.
وتكللت حرب أكتوبر المجيدة بالنصر والكرامة والعزة، وتظل ذكرى أبطالها خالدة في أذهاننا، وحكايات بطولية نتوارثها جيل بعد جيل.