تحتفل الأمة الإسلامية في الثاني عشر من ربيع الأول كل عام بذكري مولد النبي محمد بن عبدالله صلوات الله وتسليماته عليه،
ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين الموافق 12 ربيع الأول بمكة المكرمة والناس لايعرفون سوي عبادة الأصنام وؤد البنات وتجارة العبيد والحروب وسبي النساء وإباحة الزنا فدعاهم إلي عبادة الله الواحد الأحد ونبذ هذه العادات لمافيها من إهدار لكرامة البشر.
هل يجوز الإحتفال بمولد النبي
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الإحتفال بذكري مولد النبي صلي الله عليه وسلم يقصد به تجمع الناس علي الذكر ، والإنشاد في مدحه والثناء عليه، وكذلك إطعام الطعام صدقة له، والصيام والقيام إعلانا لمحبته والفرح بمجيئه إلى الدنيا.
ورجح كثير من الفقهاء و علماء الدين والجمهور أن النبي صلي الله عليه وسلم إحتفل بيوم مولده بصيامه ليوم الإثنين من كل اسبوع وعندما سئل عن ذلك قال ” هذا يوم ولدت فيه ” .
وقال فصيلة الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي، وإكراما لهذا المولد الكريم فإنه يحق لنا أن نظهر معالم الفرح والابتهاج بهذه الذكرى الحبيبة لقلوبنا كل عام وذلك بالاحتفال بها من وقتها.
أما الدكتور علي جمعه مفتي مصر الأسبق فأكد أن الإحتفال بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال و القربات، ويعد تعبيرا عن الفرح والحب لخاتم الأنبياء والمرسلين ، ومحبة النبي أصل من أصول الإيمان.
عادات وطقوس الاحتفال في الدول الاسلامية
وتختلف طقوس كل دولة عربية واسلامية في الإحنفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم فالمصريون يشترون من المحال التجارية والسرادقات المقامة منذ بداية الشهر
أنواعا متنوعة من حلوي المولد ” نواشف وعلف ” تعتمد في صناعتها على السكر، ويحرص الخطاب والمتزوجون حديثا علي شراء عروسة وحصان المولد لتقديمها لخطيباتهم وزوجاتهم.
اما العراقيون فيطبخون ” الزرده ” وهي عبارة عن أرز وسكر وماء الورد والهيل وتزين بالقرفة.
بينما يفضل الجزائريون إعداد حلوي ” الطمينة ” وتصنع من السميد والعسل والزبدة.
والتونسيون يصنعون عصيدة ” الزقوقو” من حبات الصنوبر المطحون وتزين بطبقة من الكريمة والفواكه الجافة والحلوي الملونة
وفي اندونسيا يصنع المسلمون ” الكاري ” كوجبة غذائية يقدمونها للجميع .
احتفال الملوك والحكام قديما وحديثا بمولد النبي
أن الملك أبو سعيد كوكبري حاكم أربيل أول من إحتفل بالمولد النبوي الشريف علي مدي سنوات متتالية، واحتفل الفاطميون بيوم مولد النبي حتى أمر الخلفية المستعلي بالله بعدم الإحتفال سنة 488 هجرية، وإقتصر الإحتفال بعد ذلك علي توزيع الحلوى وتوجه المسلمين الي المساجد وتوزيع الصدقات، وفي حكم الدولة الأيوبية أصبح الإحتفال عبارة عن توزيع الأموال علي الفقراء وإلقاء الشعر والمدائح، واهتمت الدولة العثمانية بالمولد النبوي فأقامت الإحتفالات الفخمة على نطاق واسع، واستمر ذلك حتي عهد محمد علي باشا في مصر ومن بعده ابناءه وأحفاده خاصة فاروق آخر ملوك مصر قبل اعلان الجمهورية، والذي اهتم بالاحتفال بالمولد النبوي، وظهرت الاذاعة في ثلاثينيات القرن الماضي فكانت تنقل تلك الإحتفالات من المساجد علي الهواء مباشرة.
وفي العصر الحديث تنظم احتفالات رسمية بالمساجد في حضور رجال الدوله يتلي فيها القرآن الكريم والمدائح النبوية والانشاد الديني وخطب الوعظ والحديث عن حياته صلي الله عليه وسلم بالإضافة إلى احتفالات خاصة يقيمها الأهالي في منازلهم أو داخل سرادقات أمامها بمشاركة المنشدين وسط حلقات الذكر.