إن التفكير المستمر والدائم حول موضوع بعينه ليس شئ ناتج بطريقة هزليه أو غير موضوعية، ولكن هي فكرة تتملك أعماق تفكير الفرد المفكر، بمعنى أنها محل موضع عمل العقل في اللاوعي، ويحاول العقل دائماً إنكارها وإهباط العزيمه حول تطبيقها أو العمل عليها بعد أن كان مؤمنا بتطبيقها وإظهارها للعلن.
فإن الأفكار تتراءى أمام أعيننا دائماً وكثيراً، ولكن من منا يعمل على إطلاقها للعلن كتجربة لا تخسر بها شيئا ، فإنها مجرد فكره قد تكون نافعه لذاتك ولمن حولك، ولكن نرجع إلى أن العزيمة تهبط سريعاً وقد يكون ذلك ناتجا عن الخوف من الفشل، أو أن تحاط الفكرة بشئ من السخرية والتقليل من الذات وهذا يرجع إلي بيئة النشئة والمجتمع الذي تربى عليه كل منا، لذا نحاول جاهدين أن نزرع داخل أبنائنا صفات قد تخلت او قد تخلينا نحن عنها، وهي الإقدام والشجاعة وقول ما يخطر على عقولنا وتعليم أبنائنا عدم الاستهزاء بأفكار الغير.
فإن مجرد إطلاق الفكر دون المخاوف من العواقب الناتجة عن ذلك، قد يؤدي إلى تحول جذري لما نحن عليه، ويسهم بشكل أكبر في تحول الفكرة وتبلورها ونضوجها أكثر مما هي عليه بتلقى الأراء حولها،
فإن الحلم الأكبر هو محاولة كل منا أن يبدأ بذاته، كي يكون قادرا على إطلاق الفكرة وتنشئة الطفل عليها فكل منا بداخله الكثير والكثير، لما لا نحاول ؟! لما لا نخرج من الإطار الرسمي لحدود شخصية الذات المغلقة ؟! .
إن الاحلام ليست بمشكلة نواجهها، ولكن المشكلة هي إننا غير قادرين على تحقيقها، إزرع بداخل طفلك الأمل والبسمة، وأن الحياة لا تأتي بدون حلم ، و الحلم لا يتحقق بدون أمل ودعم وإتقان وإيمان بما أراد.