أردت ان أكتب عن المرأة المصرية، فأحضرت محبرة من ماء الذهب وقلما يسطر سطورا من ذهب نفيس تكريما لهذه المراة ودورها الفعال فى بناء المجتمع، والتى تسطر دستورا حياتيا يعد نبراسا لابنائها من بعدها.
أسعد كثيرا وأشعر بالفخر عندما أتحدث عن المرأة المصرية، وخاصة المرأة المهمشه البعيده عن الأضواء وصخب الشهره ومطاردة وسائل الاعلام لمشاهير الطرب والفن ورصد أخبارهم وتحركاتهم، لنيل أى سبق صحفى يخص أيا من الغارقات وسط الأضواء وعبق الشهرة، بينما هناك سيدات مصريات فضليات يكدحن ويناضلن من أجل لقمة العيش ولهن منا كل التقدير والإحترام.
لقد عرفت بحق سيدات تفوقن فى شهامتهن شهامة الرجال و يتمتعن بالارادة الصلبة وقوة الحجة والوقوف فى وقت الشدائد كالرجال الشجعان فى ظل أجواء اقتصادية فى أمس الحاجة إلى تلك المكون الجينى التى تتمتع به شخصية المراة المصرية، كما يتمتعن بالنبل وكرم الأخلاق وعزائم لاتلين وسط ضجيج السيارات وازدحام شوارع تلتهب فى ساعة الذروة.
قبيل عصر عصيب زاخر بالعمل الشاق كنت أسير بخطى متسارعة وسط المارة فلفت نظرى امراه مصرية تحمل طفلها الرضيع على يدها اليسرى وكرتو ثقيلة على رأسها المعصبة بوشاح الشرف والعزم والأمانة وما أذهلن أن اليد الأخرى تحمل متعلقات شخصية، وفى اعتقادى الشخصى عندما قرأت ملامح وجهها أدركت أن ما تحمله عل يديها وفوق رأسها لاتتحمله إلا أمراة صلبة العود والإرادة تتزاحم والأفكار والمثل فى ذهنى فأمامي نماذج كثرعن المراة المصرية العفيفة الأبية، نظرت فرأيت امرأة أرادت أن تستدين لتستضيف أخيها وأسرته عندما علمت فجأة بقرب مجيئه من أرض الغربة، رأيت امرأة جميلة المنظر وجهها وجه ملائكى، يحمل الكثير من معانى النبل والخلق الرفيع تحل محل زوجها فى رعاية وتربية أبنائها والذى اضطرته الظروف القاسية إلى السفر إلى إحدى البلدان العربيه بحثا عن لقمق العيش، نعم هذه هى المرأه المصرية الحديديه التى تجابهم مشاكل الحياة الاجتماعيه والاقتصادية بقسوتها وعنفوانها، فالمرأة المصرية هى التى تتحمل تبعات القهر الاقتصادى المترهل نتيجة التضخم العالمى الذى يعانى منه العالم كنتيجه مباشرة للحرب الروسيه الأوكرانية الضروس التى حاصرت العالم بين حجرى الرحى فلا متنفس حتى الآن.
وإزاحة الستار عن حرب أهلية دمرت السودان العمق الإستراتيجى لمصر من ناحية الجنوب حتى تنزاح تلك الغمم وتكافح من أجل لقمة العيش، الأم المصرية هى التى تحمل فى جعبتها الكثير لأفراد أسرتها من أجل عيش يسير أو ماتسد به الرمق، وهى خير معين لزوجها التى تعيش فى كنفه وتعاونه على مجابهة الظروف الإقتصادية، المرأة هى التى تسعى جاهدة إلى رسم مستقبل باسم لأسرتها، تتحمل الكثير من أجل أن ترسم البسمة على شفاة أبنائها التى تود ان تراهم يتقلدوا أعلى المناصب القيادية لتتشرف وتفتخر بهم تتوق بعزيمة لاتلين لتوفق بين عملها خارج المنزل ومتابعة أبنائها برغم الجد ومشاق وعرق العمل تجد نفسها جالسة بين ابنائها كأغصان الزيتون ونسمات ريح باردة تبعث علي النفس الطمأنينة وإشراقة أمل فى مستقبل أفضل ينهلون منها العلم التى باتت نبراسا له ومنارة لاطفالها الذين يحتضنونها هربا من ظلمة الجهل وتبعاته التى تدمر الشعوب.
وقد كان الشاعر العظيم أحمد شوقى محقا عندما قال ” الأم مدرسة إذا أعددتها إعددت شعبا طيب الأعراق ” تحية من قلب ينبض بالحب والأمل إلى كل إمراة مصرية عظيمة تجاهد جهاد الشرفاء من أجل هذا الوطن الخالد ومن اجل لقمة العيش وتربية أولادها على الأعمدة الرئيسية وهما العلم ومكارم الاخلاق، ليرفعوا مشاعل النور والأمل وبناء منظومة ترسيخ صلبه للمواطنة الصالحه لإعداد مجتمع عفي مبنى على مبادئ العدل والمساواة وقبول ومحبة الآخر، القاعده الرئيسيه للجمهورية الجديده والتي دشن لها الرئيس عبد الفتاح السيسى.