إيلون ماسك يتنبأ بوجود 10 مليارات روبوت يشبه البشر بحلول عام 2040، عندما سمعت هذا ذهب عقلي في رحلة من التفكير حول كيف ستتغير حياتنا.
من جهة يمكن أن تكون هذه الروبوتات وسيلة لتحسين حياتنا بشكل غير مسبوق، تخدمنا في مجالات عدة من الرعاية الصحية إلى الأعمال المنزلية، ما يعني المزيد من الوقت لنستثمره في أنفسنا وهواياتنا.
طيب خلينا نتكلم كدا بالبلدي شوية ..
رجل الاعمال المشهور إيلون ماسك توقع وجود 10 مليار روبوت شبهي وشبهك بالظبط، عقلي هنا وقف للحظات يعني ازاي دا هيغير حياتنا والروبوتات دي هتنفعنا ولا هضرنا، وهل دا توقعات ولا واقع وهيحصل.
من هنا انا بدات اقلق.
واحد بحجم إيلون ماسك له رؤية في المستقبل وناس كتير بتثق في كلامة، طيب انا بدات كدا افكر .. لو دا حصل هل دا ممكن يكون مثير للدهشة ولا حاجة تخوفنا.
في نظري الروبوتات دي هتكون حلول ذكية لمشاكل معقدة، وهتسهل علينا كتير كتير كتير
طيب اية اللي هيحصل في هويتنا الإنسانية؟!
تخيلوا معي.. الروبوتات لن تكون مجرد آلات تعمل بلا روح، بل ستكون كائنات قادرة على محاكاة عواطف البشر، سواء من خلال التفاعل الصوتي أو الحركي، وممكن تلاقي الروبوتات دي في منازلنا، عادي جدا ، تساعدنا في الأعمال اليومية، وتكون رفيقة للأشخاص الذين يشعرون بالوحدة.
بالنسبة للكثيرين، قد يعني ذلك حياة أكثر سهولة وراحة، فبدلا من قضاء ساعات في التنظيف أو الطهي، يمكن للروبوتات القيام بذلك بكفاءة ودون اعتراض كمان “هنيالك ياست الكل”.
كمان تفكيري راح لبعيد،،،
قد نواجه إمكانية “إحياء” الأشخاص الذين فقدناهم!!
تخيل أنك ممكن تجسد احب الناس الي قلبك الذين توفوا في هيئة روبوتية، تعيد إليك الذكريات وتساعدك في التغلب على الفقد.
لكن، هل ستكون هذه الروبوتات تجسيدا لما كانوا عليه حقا، أم أنها ستكون مجرد قشور؟ اشعر بالفضول وهل انا ممكن اعيش اللحظات دي في المستقبل!!
بس استني قد يبدو هذا كخيار جذاب، لكنه قد يخفي خلفه ألما آخر؛ فالمحاكاة قد تكون عميقة، لكنها لن تكون حقيقية.
وهنا بدات افكر في الاضرار اللي ممكن تظهر بوجود هذه الروبوتات.
أولاً،،،، قد تتلاشى المشاعر الإنسانية تدريجيا
حينما نعتمد على الروبوتات للتفاعل الاجتماعي، قد نفقد لمسة الألفة والحنان التي يمكن أن يمنحها البشر لبعضهم البعض.
يعني في المستقبل، ممكن نشوف مجتمع يفضل التواصل مع الآلات بدل العلاقات الإنسانية، يعني زيادة في تفكك الروابط الأسرية والاجتماعية.
ودا اللي كلنا بنشوفة حاليا في زيادة منصات التواصل الاجتماعي اللي بدات بالفعل تنهي بعض من العلاقات الانساينة وعملت كدا حالة توحد عند الناس غريبة جدا .
تجربتي الشخصية
شوفت حالات كتير وناس ليها مشاعر ومواقف مختلفة، منهم رجل كبير في السن يتحدث عن ذكرياته مع زوجته الراحلة، وكان صوته مليئا بالحنين، كان بيحكيلي انة بيقضي اوقات كتير يتأمل في صورها القديمة، ورغم الحزن، كان هناك بريق من السعادة في عينيه، تخيل لو كان لديه روبوت يحاكي زوجته ويعيش معه بالمنزل، هل سيكون ذلك التعويض الذي يحتاجه؟ أم أنه سيظل يتوق إلى لمسة يدها الحقيقية وكلماتها الدافئة؟ “انا شخصيا مش عارف”
ثانيا .. تحديات الحياة
كان لازم نفكر ان الحياة محتاجة تحديات وصراعات لتنمو، لكن الاعتماد على الروبوتات في كل شيء قد يجعل حياتنا مسطحة، بدل من مواجهة التحديات، سنجد أنفسنا نختبئ خلف التكنولوجيا.
الحب، الشغف، والفشل – كلها تجارب تشكلنا، وتجعلنا نعيش كأفراد كاملين، وإذا أصبحت حياتنا سهلة بشكل مفرط، هل سنفقد الحماس والشغف؟
كل هذه التوقعات وغيرها .. تجعلني أفكر في كيف ستبدو الحياة بعد كام سنة، وواضح ان دا مش بعيد، قد تكون المجتمعات أكثر تقدما من الناحية التقنية، لكن ماذا عن المشاعر الإنسانية؟
أليس من المحزن أن نعيش في عالم مليء بالروبوتات، بينما نشعر بالوحدة أكثر من أي وقت مضى؟ الحياة قد تصبح كما لو كانت فيلم او مسرحية مملة، يجسد فية الروبوتات دور الشخصيات، ولكن بلا روح.
إن الحياة مع الروبوتات البشرية ستحتاج إلى إعادة تقييم جذري لما يعنيه أن نكون بشرا، او اننا لسة بحاجة إلى توسيع آفاقنا، لنفكر في كيفية التوازن بين الفوائد التي يمكن أن تقدمها التكنولوجيا والتجارب الإنسانية التي تجعل حياتنا تستحق العيش، قد نكون في صراع دائم بين الراحة والتواصل الحقيقي.
في النهاية، لازم نفكر إن الرحلة اللي بنعيشها هي اللي بتخلينا بشر، المشاعر والتجارب، سواء كانت حلوة أو مرة، هي اللي بتعطينا قيمة لحياتنا، فلو اعتمدنا على الروبوتات في كل حاجة، هنفقد عمق المشاعر واللحظات اللي بتشكلنا، فكروا في ده، لأن التجارب الحقيقية هي اللي بتعطينا طعم للحياة.