أقدمت مجموعة من المسلحين بمدينة مومباي غربي الهندي يوم السبت على اغتيال الناشط السياسي البارز المسلم، وعضو حزب المؤتمر الوطني بابا صديقي البالغ من العُمر 66 عامًا، إذ تعرض لإطلاق نار مكثف عقب مغادرة مكتب نجله النائب البرلماني زيشان صديقي، وبعد وصوله إلى المستشفى بلحظات وجيزة أعلنت السلطات الهندية مصرعه متأثرًا بإصاباته البالغة.
وفيما بعد أعلنت عصابة «لورانس بيشنوي» تبنيها عملية اغتيال بابا صديقي، إذ تم رصد مبلغ 50000 روبية لدى منفذي الهجوم عقب الحادث مباشرة، وذلك بحسب تغطيات موقع «إن دي تي في»
الهندي.
وتمكنت الشرطة الهندية من إلقاء القبض على 2 من 3 مسلحين ممن شاركوا في عملية مقتل بابا صديق، دون الإفصاح عن تفاصيل حول دوافع عملية القتل، وذلك وفقًا لتقارير وسائل الإعلام المحلية الهندية.
سيناريو عملية اغتيال بابا صديق:
أفادت وكالة أنباء أسوشيتد برس الأمريكية عبر تقارير لها أن بابا صديقي تم قتله بـ 4 رصاصات تم تصوبيها بمنطقتي الصدر والبطن، بعدما وجه زعيم العصابة المسؤولة عن عملية الاغتيال والمدعو «شيفكومار» 6 رصاصات صوب صديقي ليقع غارقًا في دماؤه في الحال، واستخدم منفذو عملية الهجوم بخاخ فلفل حار ضد ضابط الحراسة المُكلف بحراسة الناشط السياسي بابا صديقي.
كما عثرت الشرطة على سلاحين آليين (مسدسين) و28 طلق ناري لدى أفراد العصابة منفذي الهجوم، فيما استخدم المتهمين باغتيال عضو حزب المؤتمر الوطني الهندي قنبلة دخان وألعاب نارية كنوعًا من التضليل والتمويه على صوت إطلاق النار.
هذا وتُشير بعض التوقعات إلى أن المتهمين ربما كانوا قد تربصوا لسيارة صديقي التي كانت في انتظاره لـ 3 دورات متتالية، إذ كان تلقى قبل أسابيع قليلة من مقتله عدة تهديدات بالقتل، مما دفع السلطات الهندية من تعزيز قوة الإجراءات الأمنية المشددة والحراسات الخاصة لدى الناشط السياسي الهندي.
من هو بابا صديقي؟
• هو أحد أبرز وأهم النشطاء السياسيين في الهند.
• تقلد منصب وزير محلي بولاية ماهاراشترا.
• عضوًا بارزًا بـ حزب المؤتمر الوطني الهندي، إذ ارتبط به لعقود عديدة.
• كان عضوًا بـ الحزب الإقليمي الحاكم بولاية ماهاراشترا.
• كانت تجمعه علاقات قوية ووطيدة بعدد من مشاهير ونجوم الفن الهندي، وذلك حفلاته المتعددة التي كان يحييها صديقي باستمرار.
تهديدات لنجم بوليود سلمان خان:
طالت تهديدات العصابة المسؤولة عن اغتيال بابا صديقي النجم الهندي سلمان خان، وذلك عقب إعلانها تبني عملية الاغتيال، إذ هددت بمقتل أي شخص يفكر بمساعدة نجم السينما الهندية سلمان خان والذي كان تعرض لإطلاق نار مكثف أمام منزله في وقتٍ مضى.
وكانت تجمع كل من الناشط السياسي الهندي المسلم بابا صديقي، ونجم بوليود سلمان خان علاقة صداقة قوية وصلة وطيدة امتدت على مدار سنوات، وتحاول بعض التقارير لفت الانتباه إلى أن تلك العلاقة كانت دافعًا وراء عملية اغتيال صديقي.
ومن جانبه ناشد «بياري خان» رئيس لجنة الأقليات بولاية ماهاراشترا الأشخاص الذين يتعرضون للتهديدات من جراء علاقتهم بنجم السينما الهندية سلمان خان أن يبادروا بإبلاغ الإدراة على الفور، معبرًا عن استيائه الشديد من اغتيال صديقي، وذلك سحب تقارير صادرة عن وكالة «أيه أن دي».
هذا وشدد إكناث شيندي رئيس مجلس وزراء ولاية الهند على أن السلطات لن ترحم أحد، وستتمكن من إلقاء القبض على عضو العصابة الإجرامية الثالث الهارب سواء كان عضوًا بـ عصابة بيشنوي أو أي تشكيل إجرامي أخر.
وأقامت السلطات الهندية جنازة رسمية مهيبة لتشييع جثمان بابا صديقي إلى مثواه الأخير، والتي كانت بحضور قيادات سياسية بارزة وزعماء وقادة وناشطين معارضين وذلك وسط إجراءات أمنية مكثفة ومشددة.