تشهد ولاية كاليفورنيا كارثة غير مسبوقة حيث تلتهم الحرائق الغابات في مناطق متعددة منها، مثل “باليسيدز”، “إيتون”، “كينيث”، و”هيرست”، مما تسبب في دمار هائل.
اندلعت الحرائق في يوم الثلاثاء 7 يناير 2025 في منطقة تقع على بُعد 40 كيلومتراً شمال ووسط مدينة لوس أنجلوس، لتتسارع وتيرة انتشارها بفعل الرياح القوية التي زادت من شدتها.
أسباب اندلاع الحرائق:
سبق هذه الحرائق تحذيرات متواصلة من خبراء الأرصاد الجوية حول ارتفاع خطر اندلاع حرائق الغابات في بداية هذا العام، وذلك بسبب التحولات في الغطاء النباتي نتيجة للجفاف المستمر في الأشهر الماضية، الطقس البارد وموارد الرياح القوية من نوع سانتا آنا، التي تهب من الجنوب الغربي، ساعدت في انتشار النيران بسرعة، مما جعلها تصبح من أسوأ الحرائق في تاريخ المنطقة.
الخسائر الناجمة عن الحرائق:
- بلغ عدد القتلى في الحرائق الأربعة التي لا تزال مشتعلة في لوس أنجلوس 25 شخصًا، منهم 17 في حريق “إيتون” و8 في حريق “باليسيدز”.
- مازال هناك 16 شخصًا في عداد المفقودين.
- تسببت الحرائق في خسائر مبدئية تقدر بحوالي 275 مليار دولار.
- دمرت الحرائق أكثر من 40,000 فدان من الأراضي.
- تم تدمير أكثر من 12,000 مبنى.
- فُقد أكثر من 180,000 شخص من منازلهم، فيما تم تحذير 85,000 آخرين من احتمالية الإجلاء بسبب الرياح القوية التي تهدد بزيادة النيران.
تأثيرات كارثة الحرائق:
تضرر قطاع السياحة بشكل كبير حيث تعرضت العديد من القصور والمعالم السياحية الشهيرة للتدمير، مما أدى إلى توقف بعض الأنشطة مثل موسم الجوائز في هوليوود، وتأجيل ترشيحات الأوسكار مرتين.
كما أثرت هذه الكارثة على سوق الإسكان، حيث من المتوقع أن يشهد السوق أزمة جديدة بسبب انسحاب شركات التأمين، مما قد يؤدي إلى زيادة أسعار الإيجارات بشكل غير طبيعي.
الأخطار المصاحبة للحرائق:
إلى جانب الخسائر البشرية والمادية، انتشرت أعمال السلب والنهب في المناطق المنكوبة، مما دفع السلطات لفرض حظر تجول صارم بين السادسة مساءً والسادسة صباحًا.
وفي الوقت نفسه، تواجه السلطات مشاكل صحية كبيرة بسبب تلوث المياه وانتشار الرماد في الهواء، حيث أعلنت شركات المرافق العامة أن مياه الشرب في بعض المناطق أصبحت غير آمنة.
التأثير على الاقتصاد الأمريكي والعالمي:
من المتوقع أن تؤثر هذه الحرائق بشكل سلبي على الاقتصاد الأمريكي بنسبة تتراوح بين 2% و4% من الناتج المحلي الإجمالي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الحرائق تهدد إمدادات النفط من كاليفورنيا، ما قد يؤدي إلى زيادة أسعار النفط عالميا، كما أن تدمير البنية التحتية الزراعية سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
أزمة سوق التأمين في كاليفورنيا:
تكاليف هذه الحرائق قد تصل إلى 30 مليار دولار، ما يجعلها من أكبر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.
وتواجه شركات التأمين في كاليفورنيا أزمة كبيرة بسبب اللوائح القديمة التي تمنعها من زيادة أسعار التأمين بما يتناسب مع المخاطر المتزايدة.
وأدت هذه الأزمات إلى زيادة الضغط على خطة “FAIR”، التي تهدف إلى تقديم التأمين للذين لا يمكنهم العثور على تغطية تأمينية.
خطة FAIR:
تم إنشاء خطة “FAIR” لتوفير تغطية للمنازل في المناطق المعرضة لخطر الحرائق. لكنها تغطي أقل من 3% من السكان، وميزانيتها غير كافية لمواجهة الأزمة الحالية، مما يترك العديد من أصحاب المنازل دون تأمين.
التوجهات المستقبلية:
أعلنت إدارة التأمين في كاليفورنيا عن لوائح جديدة ستجبر شركات التأمين على زيادة تغطية المنازل في المناطق عالية المخاطر. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الإجراءات إلى رفع أقساط التأمين بنسبة 40%، ما يثير جدلاً بين السكان.