يعد قطاع التأمين على الحياة من الركائز الأساسية لاقتصادات الدول، حيث يساهم في توفير الحماية المالية للأفراد والعائلات، ويعزز الاستقرار المجتمعي في مواجهة المخاطر.
ومع اقتراب عام 2025، يشهد هذا القطاع مرحلة تحول غير مسبوقة، مدفوعة بالتطورات التكنولوجية المتسارعة والتغيرات الديموغرافية والاقتصادية التي تشهدها الساحة العالمية.
يتصدر التحول الرقمي والتكنولوجيا الذكية المشهد، حيث تتيح هذه التقنيات للشركات تقديم خدمات أكثر تخصيصًا وكفاءة، بما يعزز تجربة العملاء بشكل ملحوظ.
وفي الوقت ذاته، تفرض التغيرات الديموغرافية، مثل زيادة متوسط العمر المتوقع وتحولات أنماط الحياة، ضرورة ابتكار حلول تأمينية تتناسب مع احتياجات الأجيال المختلفة.
كما أن التقلبات الاقتصادية والمخاطر السيبرانية تتطلب استراتيجيات مرنة تُحول هذه التحديات إلى فرص للنمو المستدام.
من المتوقع أن يشهد قطاع التأمين على الحياة نمواً مستدامًا في السنوات القادمة، خصوصًا مع تزايد التوجه نحو تقديم منتجات مبتكرة تُلبي احتياجات العملاء وتدعم قدرة القطاع على التوسع.
كما يتوقع أن تشهد الصناعة تحسنًا ملحوظًا من خلال تعزيز الوعي بأهمية التأمين ودوره كأداة استثمارية موثوقة.
السوق العالمي لتأمين الحياة:
تُظهر التوقعات أن صناعة التأمين على الحياة العالمية ستشهد نموًا كبيرًا، حيث من المتوقع أن تصل إجمالي أقساط التأمين على الحياة إلى 4.8 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2035، مقارنة بـ 3.1 تريليون دولار أمريكي في 2024، مدفوعةً بزيادة أسعار الفائدة.
ومن المتوقع أن تشهد الأسواق المتقدمة نموًا بمعدل 2.0% سنويًا في الفترة 2025-2026، مقارنة بـ 1.1% في الأعوام السابقة (2019-2023)، حيث تُمثل أمريكا الشمالية المحرك الرئيسي لهذا النمو.
في المقابل، يتوقع أن تنمو الأسواق الناشئة بمعدل 5.7% سنويًا في نفس الفترة، مدفوعةً بزيادة النمو في أسواق مثل الصين والهند.
نظرة على السوق المصري لتأمين الحياة
شهد قطاع تأمين الحياة في مصر نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث ارتفع إجمالي الأقساط المكتتبة في القطاع إلى 32 مليار جنيه في 2022/2023، بمعدل نمو قدره 13.3%.
كما ارتفعت إجمالي التعويضات إلى 20 مليار جنيه، بمعدل نمو قدره 25.7% مقارنة بالعام السابق. كان للتحول الرقمي دور محوري في زيادة إقبال العملاء على منتجات التأمين على الحياة، حيث ساعدت التطبيقات والمنصات الرقمية في تحسين تجربة العملاء.
التحديات التي تواجه شركات التأمين على الحياة بحلول 2025
من المتوقع أن تواجه شركات التأمين على الحياة تحديات كبيرة بسبب التغيرات الديموغرافية والاقتصادية. تشمل أبرز هذه التحديات:
- التطور التكنولوجي: يتطلب التكامل مع الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات استثمارات ضخمة في الأنظمة وتدريب الموظفين.
- التشريعات والتنظيمات: الحاجة للامتثال للقوانين المتغيرة والمتطلبات الخاصة بحماية بيانات العملاء.
- التقلبات الاقتصادية: التحديات الناتجة عن التضخم وأسواق الأسهم المتقلبة، التي تتطلب استراتيجيات مالية مرنة.
- تحسين تجربة العملاء: تقديم خدمات مبتكرة وسلسة في الاكتتاب وتسوية المطالبات، من خلال التطبيقات الذكية والدعم الفني عبر الإنترنت.
- الابتكار في المنتجات: الحاجة المستمرة لتطوير منتجات تأمينية جديدة تتماشى مع المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية.
- التحديات الديموغرافية: زيادة عدد كبار السن وضرورة تقديم حلول تأمينية تتناسب مع احتياجاتهم.
- الأمان السيبراني: حماية البيانات وتجنب الهجمات الإلكترونية التي تهدد سلامة العملاء والشركات.
آفاق المستقبل لعام 2025
من المتوقع أن يشهد قطاع التأمين على الحياة تحولات كبيرة مع بداية عام 2025، خصوصًا في مجال التحول الرقمي. تتطلع الشركات إلى تحسين الكفاءة وتعزيز تجربة العملاء عبر الابتكار التكنولوجي.
يُتوقع أن يكون ما يقارب 60-70% من شركات التأمين في مرحلة التحول الرقمي بحلول عام 2025، مما يعكس تزايد اعتماد هذه الشركات على الذكاء الاصطناعي والأتمتة لتحسين العمليات.
ويُتوقع أن ينمو سوق تكنولوجيا التأمين بمعدل نمو سنوي يصل إلى 16%، ليصل إلى 10 مليارات دولار سنويًا.
رأي الاتحاد
تُعد صناعة التأمين على الحياة من القطاعات الحيوية التي تسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد المصري، حيث تشهد تحديات كبيرة من خلال التطورات الاقتصادية والتكنولوجية.
وعلى الرغم من تلك التحديات، يُتوقع أن يشهد القطاع فرصًا واعدة إذا تم استثمار التكنولوجيا الرقمية في تحسين العمليات وتطوير المنتجات لتلبية احتياجات العملاء المتغيرة.
توصيات الاتحاد
- الاستثمار في التكنولوجيا الرقمية: ضرورة تكثيف الاستثمارات في التكنولوجيا الرقمية والابتكار لتوفير منتجات تأمينية تتناسب مع احتياجات العملاء.
- بناء شراكات مع شركات التكنولوجيا المالية: ضرورة التعاون مع الشركات التي تقدم حلولًا تكنولوجية حديثة، مما يساعد في جذب العملاء ودعم التحول الرقمي في القطاع.
- التركيز على الاستدامة: ضرورة دمج الأهداف البيئية والاجتماعية في استراتيجيات شركات التأمين لضمان استمرارية الأعمال وتعزيز قيمتها لدى العملاء